کد مطلب:168193 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138

ملحمة کربلاء - یوم عاشوراء من المحرم سنة 61 ه‍
روی الطبری قائلاً: (وعبّأ الحسین (ع) أصحابه، وصلّی بهم صلاة الغداة، وكان معه إثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل زهیر بن القین فی میمنة أصحابه، وحبیب بن مظاهر فی میسرة أصحابه، وأعطی رایته العبّاس بن علیّ أخاه، [1] .وجعلواالبیوت فی ظهورهم، وأمر بحطب وقصب كان من وراء البیوت تحرق بالنّار مخافة أن یأوهم من ورائهم.قال: وكان الحسین (ع) أتی بقصب وحطب إلی مكان من ورائهم منخفض كأنّه ساقیة فحفروه فی ساعة من اللیل فجعلوه كالخندق، ثمّ ألقوا فیه ذلك الحطب والقصب،وقالوا إذا عدوا علینا فقاتلونا ألقینا فیه النار كیلا نؤتی من ورائنا وقاتلونا القوم من وجه واحد، ففعلوا وكان ذلك لهم نافعاً.). [2]


كما روی الطبری أیضاً قائلاً: (فلمّا صلّی عمر بن سعد الغداة یوم السبت، وقد بلغنا أیضاً أنّه كان یوم الجمعة، وكان ذلك الیوم یوم عاشوراء، خرج فیمن معه من الناس) وقال أیضاً: (لمّا خرج عمر بن سعد بالناس كان علی ربع أهل المدینة یومئذٍ عبداللّه بن زهیر بن سُلیم الازدی، وعلی ربع مذحج وأسد عبدالرحمن بن أبی سبرة الحنفی، وعلی ربع ربیعة وكندة قیس بن الاشعث بن قیس، وعلی ربع تمیم وهمدان الحرّ بن یزید الریاحی فشهد هؤلاء كلّهم مقتل الحسین إلاّ الحرّ ابن یزید فإنّه عدل إلی الحسین وقُتل معه وجعل عمر علی میمنته عمرو بن الحجّاج الزبیدی علی میسرته شمربن ذی الجوشن بن شرحبیل بن الاعور بن عمر بن معاویة وهو الضِّباب بن كلاب، وعلی الخیل عزرة بن قیس الاحمسیّ،


وعلی الرجال شبث بن ربعی الیربوعی، وأعطی الرایة ذویداً مولاه.). [3]


[1] قال المرحوم المحقق السيّد المقرّم: «وأعطي رايـته أخاه العبّاس لأنّه وجد قمر الهاشميين أكفأ ممّن معه لحملها، و أحفظهم لذمامه، و أرأفهم به، و أدعاهم إلي مبدئه، و أوصلهم لرحمه، و أحماهم لجواره، و أثبتهم للطعان، وأربطهم جأشاً، و أشدّهم مراساً.». (مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم: 225)

[2] تاريخ الطبري: 317:3، و انظر: الارشاد: 95:2 بتفاوت يسير، و الكامل في التاريخ 286:3؛ و هنا لابد من الارشارة الي ان الطبري روي واقعة يستفاد من نصها أنها من أوائل وقائع يوم عاشوراء، رواها بسنده عن غلام عبدالرحمن بن عبد ربه الانصاري انه قال: «كنت مع مولاي، فلما حضر الناس و أقبلوا الي الحسين أمر الحسين بفسطاط فضرب، ثم أمر بمسك فميث في جفتة عظيمة أو صفحة قال ثم دخل الحسين ذلك الفسطاط فتطلي بالنورة، قال و مولاي عبدالرحمن بن عبد ربه و برير بن خضير الهمداني علي باب الفسطاط تحتك منا كبهما، فازدحما أيهما يطلي علي أثره، فجعل برير يهازل عبدالرحمن، فقال له عبدالرحمن: دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل! فقال له برير:و الله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا و لا كهلا، و لكن و الله اني لمستبشر بما نحن لا قون و الله ان بيننا و بين الحور العين الا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم، و لوددت انهم قد مالوا علينا بأسيافهم! قال: فلما فرغ الحسين دخلنا فأطلينا، قال: ثم ان الحسين ركب دابته و دعا بمصحف فوضعه أمامه، قال: فاقتتل أصحابه بين يديه قتالا شديدا، فلما رأيت القوم قد صرعوا أفلت و تركتهم». (تاريخ الطبري: 318:3 و انظر: الكامل في التاريخ:286:3 و أنساب الاشراف: 3:395-396 بتفاوت).

و الملاحظ علي هذه الرواية انها - بحسب متابعتنا - مما تفرد به الطبري،و من رواها بعده فقد اخذه عنه، هذا أولا و ثانيا: فان الاطلاء بالنورة لابد بعده من استعمال الماء ، و هذا دال علي وجود الماء في معسكر الامام عليه السلام بوفرة تكفي لأن يستخدم بعضه للاطلاء مثلا، غير أن هذا خلاف المشهور التاريخي في أن معسكر الامام عليه السلام خلا من الماء تماما أو كاد منذ اليوم الثامن الي ما بعد ظهر اليوم العاشر كما هو المستفاد من كثير من الروايات.

[3] تاريخ الطبري: 317:3، و انظر: الارشاد: 95:2 بتفاوت يسير، و انشر: الكامل في التاريخ: 286:3 و الأخبار الطوال: 256، و عيون الأخبار: 98، و في بعض هذا المصادر: «دريد» بدلا من «ذويد» وفي الاخبار الطوال: زيد مولي عمر بن سعد.

يقول خالد محمد خالد في كتابه (أبناء الرسول في كربلاء: 120): «و من عجيب انهم كما يحدثنا التاريخ خرجوا لجريمتهم تلك بعد أن صلي بهم قائدهم صلاة الصبح! أصحيح انهم صلوا و قرأوا في آخر صلاتهم: اللهم صلي علي محمد و علي آل محمد!؟ اذن مابالهم ينفتلون من صلاتهم ليحصدوا بسيوفهم الأئمة آل محمد!!؟».